هل لاحظتم ان العالم صار بدون ألوان؟ و ان اللون الغالب هو الأسود و الأبيض و ما بينهما؟ الموضوع صار مخيف عند علماء الاجتماع!
السبب الأول لي خلى البشرية تميل للابيض و الأسود على حساب الألوان الأخرى اقتصادي بحت، لان اللونين بدرجاتهما حياديين و مكاش تقريبا انسان عندو اعتراض عليهم ولا يشوف فيهم سلبيات او عندو منهم افكار مسبقة، عليها اغلب الفنادق و مؤسسات الخدمات تفرض هاذين اللونين بدرجاتهما على العمال، بأه ما يتحسسش منهم الزبون و يبقى مرتاح للعامل، عليها الشركات المصنعة ولات تعتمد عليهم بكثرة باش منتجاتها تقيس أكبر شريحة ممكنة من الزبائن و يعجب بزاف ناس و ما يلقاوش بزاف اعتراضات، الأمر بعدها انتقل تدريجيا للديكور و الاكسسوارات و المباني و اللبسة و السيارات و تقريبا كل ما صنعه البشر..
فبلغة الأرقام انتقلنا من حضور الأسود و الأبيض في حياة البشر بنسبة 8٪ سنة 1800 إلى 60٪ في سنة 2020، و هو رقم مخيف فعلآ..
علاه مخيف؟ خاطر معناه الإنسان بدا يفقد القدرة على التعبير عن نفسه، عن التواصل الاجتماعي، ولا الذوق موحد بدون إبداع، ولا الإنسان يركز على وش يعجب الآخرين أكثر من إنتاج ما يعجبه هو، و هو لي خلا علماء الاجتماع يتساءلو، هل بدأ الانسان يفقد قدرته على الاستمتاع و إنتاج الثقافة؟
الشيء المؤكد الوحيد اننا بفقدان الألوان نفقد الاختلاف، نفقد التنوع، نفقد الثقافة،.. نفقد الحياة.
و اذا كنتم تعتبرون الأمر مجرد مبالغة، احسبو فقط شحال من سيارة سوداء، بيضاء أو رمادية (بكل درجاتهم) تفوت عليكم، مقابل شحال من سيارة بلون اخر (أخضر، اصفر، احمر..) تعرفو بلي الأمر صار شوية مقلق.
#سياحة_و_ثقافة
ملاحظة في محلها
السيارات البيضاء و الرمادية و السوداء تلقى قطع الغيار تاعها اما الالوان الاخرى ماتلقاش و تتحتم تعاود تصبغها و تجي باشعة.
اما بالنسبة للبذلات و الملابس، فالالوان الحيادية هي التي تعطي للرسميات رمزيتها.
كما ان الالوان الزاهية لا تضمن الخصوصية مثل الالوان الاحادية.
بالنسبة للسيارات أنا شخصياً مايعجبونيش سيارات الألوان
حتى الانترنت ومواقع التواصل بشكل خاص جعل الثقافات تتقارب وصار مثلا الطبق الجزائري مزيجا من عدة ثقافات ومواد لا تمت بأرضنا بصلة بل وأكثر من هذا جعل أطباق ولاية معينة تتشابه مع أخرى حتى صرنا لا نفرق بينها بعد أن كان التنوع والاختلاف هو السائد ….واضرب على ذلك في كل المجالات حتى البناء والهندسة والمجال الزراعي ……
الأمر الأدهى من هذا أنهم ربطوا تعدد الألوان بفئة منبوذة اجتماعيا فصرنا نخشى استعمال الألوان خشية أن ننسب إليهم 🌈
ام خلاوهم فالقش تخرج تشوف الزخارف تمشي و انتقلت العدوى للانسان 😐😐😐😐😐
صحيح كيما قلت السبب اقتصادى ومقصوود من طرف اصحاب المال .
هذا ليس شيء يدعو للقلق.
الانسان يتطور وينتقل من متطلبات الى متطلبات اخرى حسب حاجاته واحتياجاته.
بالنسبة للتنوع كانت هناك حمى مستعرة لخلق الابداع في كل المجالات تقريبا ، تلاحظ زخرفة المنازل في القرن العشرين معقدة ، وكذلك الواجهات والمقاهي جتى أعمدة الانارة كانت مزخرفة ومتلونة.
بعد وصول التفاصيل الى اقصى حدودها ، صار الأمر مبتذل ، فعاد الانسان الى البساطة.
هذا النهج سارت عليه الموضة والأزياء ، وكذلك العلامات التجارية ( اللوغو) ….لاحظ علامة تسلا مثلا ، في شكلها البسيط جدا جدا.
لاحظ لوغو تطبيق تويتر الذي تحول الى حرف × بسيط جدا بلون اسود وابيض
حتى برامج ميكروسوفت ( ويندوز و أوفيس ..) انطلقت في تحديثات جميلة جدا في بداياتها ثم نكصت الى البساطة و الكلاسيكي الجاف.
وبعيدا عن هذا وذاك ، فإن كلمتي “التنوع” و ” الألوان” صارتا مقززتين و مزعجتين بسبب تبنيها من “الشوادا” .
حتى لبستي ولت ابيض و اسود 😂