أيا هايليكم مراجعة كتبتها لفيلم The Lives of Others، تحليل مفصل ومحترم لكم لعائل

أيا هايليكم مراجعة كتبتها لفيلم The Lives of Others، تحليل مفصل ومحترم لكم لعائلاتكم، نشوفو إذا تقراوها كاملة وتناقشونا.

قراءة ممتعة

🛑 قد يحتوي المنشور على حرق للأحداث 🛑

Das Leben der Anderen (2006) 🇩🇪
Dir: Florian Henckel von Donnersmarck.

لمن يكون النصر حين يثور الضمير الإنساني ضد المبادئ الراسخة؟

في إحدى أبرز تجليات الاشتراكية والأنظمة الفاشية، في ألمانيا الشرقية قبل سقوط جدار برلين ينقلنا المخرج فون دونيرسمارك لمرافقة الكاتب المسرحي جورج دريمان وصديقته ماريا زيلاند في حياتهما التي ستنقلب رأساً على عقب بعد أن يقرر أحد وزراء النظام مراقبتهما والتنصت عليهما، ويتم تكليف غيرد وايسلر أحد أبرز عملاء جهاز البوليس السري بالمهمة.

في المشاهد الافتتاحية نشاهد كيف يقوم غيرد وايسلر باستجواب السجناء وكيف يتغلغل داخل نفسياتهم ويحصل على مراده، بطرق بشعة ومجردة من أدنى سمات الإنسانية، وينقل معرفته هذه لطلابه، من خلال هذا يرينا المخرج كيف كانت العلاقة بين أجهزة الدولة وأقصد بهذا خاصة جهاز البوليس السري ومواطني ألمانيا الشرقية الذين عانوا الأمرين في الفترة مابين نهاية الحرب العالمية الثانية وتوحيد الألمانيتين، فتغربهم عن أحبائهم في الجانب الغربي من جهة وتسلط الشيوعيين عليهم من جهة أخرى، ويظهر الكُتاب والفنانين كأثر من عاشوا المعاناة، فحياتهم كانت تحت عيون لا تنام.

الكاتب جورج دريمان كان محافظاً في ظاهره، لم يهاجم علناً نظام ألمانيا الاشتراكي من خلال مؤلفاته، كان يمسك بالعصا من الوسط، لأنه يعلم أن أي حركة مريبة منه ستنهي مسيرته ومسيرة صديقته الممثلة وربما حياتهما معه… مثلما حدث مع صديقه المخرج ألبرت ييرسكا الذي وُضع على اللائحة السوداء وعاش في كآبة لسنوات حتى أنهى حياته… ما أبشع السياسة حين تخنق الفن.

عندما يبدأ وايسلر بالتنصت على دريمان نكتشف أن هذا الأخير يحمل بداخله إنساناً نقياً، يفيض بالحب والحنان والوفاء لأصدقائه ولحبيبته، آملاً في حرية مطلقة في إطلاق العنان لأفكاره التي لم يبلغ صداها إلا جدران منزله وآذان وايسلر… غيرد وايسلر على النقيض تماماً، ظاهرياً هو شخص مجرد من المشاعر، وحيد، لا يتكلم كثيراً، يعيش حياة رتيبة، وكأنه رجل آلي.
حتى حديثه القصير مع الطفل في المصعد لم يحرك في داخله أي ذرة رحمة أو مشاعر، فرغم الكلمات البريئة التي تفوه بها الولد الصغير، وايسلر لم يهتم سوى بمعرفة اسم والده المحتجز من قبل الأجهزة الأمنية، وكأن هذا المشهد يعود بنا لما قاله وايسلر لطلابه في البداية، الشخص الذي يكذب دائماً ما تكون لديه عبارات معدة مسبقاً، تماماً مثل عبارات وايسلر المعتادة وكأننا نكتشف شيئاً فشيئاً أن مبادئه واهية وأنه يقوم بالكذب على نفسه فهو في الحقيقة يحمل داخله جوهراً ما، بمرور الوقت نبدأ حقاً باكتشاف معدن غيرد وايسلر الحقيقي من خلال عدة مشاهد…
حين طلب من تلك العاهرة أن تبقى معه قليلاً، نكتشف أن وحدته مؤلمة، حتى ولو كانت لأجل عمله ومبادئه لكن داخله يخر على ركبتيه أمام هذه الوحدة القاتلة، وكذلك المشهد الذي ذرف فيه الدموع وهو يستمع لدريمان يعزف على البيانو المقطوعة التي أهداها له صديقه المنتحر ييرسكا في عيد ميلاده… وايسلر رغم جفافه مرة أخرى يسقط أمام عنفوان الفن والصداقة.
وفي أبرز تحول لشخصية وايسلر، مشهد حديثه مع ماريا زيلاند في البار على أساس أنه أحد المعجبين بهذه الممثلة، وكلماته التي دفعتها على التراجع عن ملاقاة الوزير القذر برونو هامبف الذي كان يبتزها والعودة لأحضان حبيبها دريمان… مرة أخرى يسقط وايسلر… أمام الحب هاته المرة.

في أكثر حدث مفصلي في الفيلم، يقرر أخيراً جورج دريمان متأثراً بفقدان أحد أعز أصدقائه التمرد على صمته الذي دام طويلاً، ويبدأ بكتابة مقال عن حالات الانتحار الكثيرة والغير معلن عليها في ألمانيا الشرقية منتقداً في ذات الوقت التطويق الممارس من طرف أجهزة الأمن على الفنانين في الجهة الشرقية من ألمانيا، وبمساعدة مجموعة من أصدقائه ينشر مقاله في إحدى الصحف في ألمانيا الغربية، وهو الأمر الذي يخفيه وايسلر من تقاريره الخاصة بعملية لازلو (عملية التنصت على منزل جورج دريمان) مقامراً بمكانته ومستقبله ومنسلخاً من مبادئ طال عمرها وكأنه الملاك الحارس لدريمان.

المقال الذي يحدث طوارئ لدى جهاز الأمن السري في شرق ألمانيا كونهم كانوا تقريباً يتابعون تحركات كل مواطني الدولة لكنهم لم يصلوا لأي اسم (جهاز الشتازي أو أمن الدولة كان يمتلك أكثر من 100 ألف عميل عند حله سنة 1990).
لكن بمرور الوقت تتزايد الشكوك حول دريمان ولكن لا دليل يدينه، وفي نفس الوقت تتزايد الشكوك حول مصداقية العمل الذي يقوم به وايسلر ومدى وفائه لمعتقدات ومبادئ نظام ألمانيا الشرقية.
في خضم كل هذا وبنفسية منهارة تُقر ماريا زيلاند بحقيقة ما حدث، وأن حبيبها صاحب المقال “المهين” لدولة ألمانيا الشرقية، تفعل هذا أمام وايسلر مجبراً وتخبره عن مكان الآلة الكاتبة التي تعتبر دليل إدانته الوحيد، وايسلر مجبراً مرة أخرى وهذه المرة من قبل جوهره الحقيقي، يسبق أعضاء البوليس السري المتوجهين لإلقاء القبض على دريمان ويأخذ دليل الإدانة، وكأنه يمنح قبلة الحياة لدريمان، ولكن كل حياة يقابلها موت، في مقابل كل ما حصل له كان لابد لشيء ما أن يؤخذ من دريمان، وكانت حبيبته هي ما أُخذ، ونفس الأمر بالنسبة لوايسلر بعد أن تأكدوا أنه كان يخفي الحقيقة سلبت منه رتبته وعمله وسيقضي البقية من أيامه في قبو يفتح الرسائل بالبخار… لأي درجة كان ذلك النظام مستبد وقامعاً للحريات الفردية!

حين يسقط جدار برلين بعد سنوات وتتوحد الألمانيتين، يعلم دريمان أنه على غرار كل الفنانين كان مراقباً هو أيضاً وليس كما كان يظن، يقوده هذا لقراءة تقارير عملية لازلو وفي آخرهم يجد أثراً لملاكه الحارس، HGW XX/7 أو كما سماه دريمان فيما بعد الرجل الصالح في روايته التي ألفها عنه “سوناتا الرجل الصالح”… يشاهد وايسلر إعلاناً للرواية مرفوقاً بصورة دريمان على واجهة إحدى مكتبات برلين، يدخل لتلك المكتبة يحمل الكتاب وعن فتحه لأول صفحة يجد إهداءاً له، يقرر شرائها وعند الدفع يسأله البائع إن كان يريد أن يلفها له كهدية يجيبه الرجل الصالح:
Nein, es ist für mich
لا، إنها لي…
تتوقف حركة الصورة هنا في واحد من أفضل المشاهد الختامية معلنة عن نهاية أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما.

قد يتسائل البعض عن الدوافع التي جعلت غيرد وايسلر يتغير جذرياً، أقول أن وايسلر لم يتغير بل كان يكتشف نفسه وكان يتصرف على فطرته، فمن فطرتنا أن نحب ونثور لأجل الحرية ونمجد الفن… سبق وقلنا أن دربمان كان يحمل بداخله إنساناً، وايسلر عندما حفر داخل نفسه وجد بداخله ملاكاً…

تقييمي: ⭐⭐⭐⭐⭐

Posted in

7 Comments

  1. ZaCk MaXim dňa مايو 29, 2020 o 8:13 م

    أين هم انا لا ارى احد من بنو الاكعاب !!

  2. Dhya Eddine Lemdjadi dňa مايو 29, 2020 o 8:14 م

    واحد من اجمل الافلام لي شاهدتها ❤

  3. Koussa Dhoha dňa مايو 29, 2020 o 8:18 م

    من أروع الأفلام لي شفتهم👌👌

  4. Zakaria Bessaâd dňa مايو 29, 2020 o 8:49 م

    أين العائلات؟ ياك منشور مهيئ بتكييف وكذا منا

  5. ACh Rąf dňa مايو 29, 2020 o 8:59 م

    يمكن السبب أنو مراجعتك فيها حرق و إلا يطغاو مام هنا هههههه .. مراجعة شاملة 🥀 مي راه حاكمني وحد الفراغ ماني قادر نشوف حتى فلم 😢

  6. Ameur Islam dňa مايو 29, 2020 o 9:11 م

    زاكي كاين قبلة الله يهديك

  7. Sofia Saidi dňa مايو 30, 2020 o 1:35 م

    بدل الفوطو درك يأتون من كل صوب

أترك تعليق