“بعدَ ثلاثٍ أو أربع سنوات، سيُباع ابني لعشيرة الزينين، افعل ما شئتَ بهذه المعلوم

“بعدَ ثلاثٍ أو أربع سنوات، سيُباع ابني لعشيرة الزينين، افعل ما شئتَ بهذه المعلومة”.

نُبذَ واحـ ـتُقرَ، ولَمْ يحترمهُ أحدٌ، وأغرقوه بنظراتٍ من الشفقة، بل الاشمئزازٍ والقرف. “عديمُ الموهبة” لقبُ “توجي” الذي عُرفَ به بينَ أبناء عشيرته، فذلك اللقبُ، بل الهجاء إن صح التعبير، قد لاحقَ “توجي” مثلَ الشبح ليحوله ببؤسٍ إلى شبحٍ حقيقي ويدفعُه لمواجهة “بركته”.

صحيحٌ أن “توجي” قد أعرب عن رغبته في بيعِ ابنه “ذي الموهبة” للمستنقع الذي هربَ هو نفسُه منه، لأنه مدركٌ أن مَنْ يملكُ موهبةً سيتمّ تشريفهُ واحترامه وأما مَنْ انعدمت منه الموهبة سيُذلُّ ويحتقر. قد عرفَ أن مصيرَ ابنه هناك لن يُشبه مصيرهُ في المكان ذاتِه، ولكن أنَّى لمن تجرَّع كأسَ العلقم والظُّلم ممن يُفترضُ بهم أن يكونوا الملجأ والحضنَ الدافئ أن يعيدَ “بركتهُ” للمكان نفسه والناس أعينِهم؟

في لحظاتِ حياته الأَخيرة قد أسقطَ عنهُ قناعَ اللامبالاة والكبرياء، وأفصحَ عن رغبتهِ النابعة من قلبه بأنهُ لا يودُّ لابنه العيشَ في ذات المُستنقع، بل وفضل أن يعهدَ به بين يدي عدوه على أن يُعيده لتلك لعائلة المزعومة. “توجي” قد رأى في “أبيض القلب والشعر” أباً وصديقاً ومُربياً حقيقياً، فمن امتنعَ عن النوم لحمايةِ مَنْ حوله وفضل راحتهُم عن راحتِه، ومَنْ طلبَ مِنْ عدوه أن ينطق بأمنيته الأخيرة سيكونُ ذا كفاءة وأهلية ليُؤتمن على “بركة” ذاك الأب، وكنزه الوحيد.

عودةُ “توجي” ورؤيته لابنه يحملُ لقب “فوشيغورو” الذي منحهُ إياه، جعل الأخير يبتسمُ آخر ابتسامة “بل أول ابتسامة حقيقة تنبُعُ من أعماق القلب”، وما ابتسامتهُ تلك إلّا عربونُ شكرٍ وامتنان لـ”أزرق العينين” الذي حافظ لـ”توجي” على لقب ابنه “فوشيغورو”.

اسم الأنمي: Jujutsu Kaisen.

Posted in

أترك تعليق